رئيس التحرير : مشعل العريفي
 هيلة المشوح
هيلة المشوح

المملكة وسباق التعليم الدولي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ليس الهدف أن نسير خلف الناجحين في مجال التعليم، ولكن الهدف أن نواكب ركب التعليم جنباً إلى جنب مع من نجحوا فيه، ونتبوأ المراكز المتقدمة في السباق التعليمي المحموم على مستوى الدول التي لا تعيق طموحاتها الجوائح والكوارث، وأن نحقق أرقاماً قياسية، لا للتحدي مع أنفسنا فحسب بل مقارنة مع الدول العظمى التي تميزت بتعليمها وبحوثها وجودة منظوماتها التعليمية على مستوى العالم أجمع.
تتجلى طموحات وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بنظرة أبعد وأشمل مما كنا نأمله في السابق، فقد كانت الآمال معقودة على تطهير التعليم وكوادره ومناهجه ورفع مستوى الطالب تعليمياً، وما أنجزته وتنجزه الوزارة اليوم بدءاً بترسيخ الأمن الفكري والاستثمار في العقول ورفع مستوى الطالب أكاديمياً وتنمية مهاراته للتفكير والتجريب مايتواءم ومرحلة تتطلب تطبيق سياسة ونظم تعليمية عالية المعايير في التحصيل والذكاء والابتكار، كل ذلك تجاوز ما كنا نأمله.

دخلت المملكة سباق التميز التعليمي من خلال منظومة اختبارات التيمز الدولية (TEMSS) وهو اختبار تعده الجمعية الدولية لتقييم التحصيل (IEA) للوقوف على مستويات طلاب الصفين (الرابع والثاني المتوسط) في الدول المشاركة أو مايعادلهما وفق النظام المعمول به في كل دولة في المفاهيم والمواقف التي تعلموها في مادتي (العلوم والرياضيات) ومقارنة النتائج بين الدول المشاركة لتقويم التحصيل التربوي في كل منها، وتتولى كل دولة مشاركة مسؤولية مواءمة محتوى الأدوات وتنفيذ الاختبارات على مدارس العينة المرشحة والممثلة للدولة، وفي عام 2015 كانت النتائج في المملكة لاتترجم المأمول، بل كان حجم معدل النزول قياساً بنتائج عام 2011 كبيراً، ما اضطُر وزارة التعليم لاتخاذ خطة شاملة لتغيير منحى المعدل العام خلال 78 يوماً تخللها عمل دؤوب وورش عمل متواصلة والتركيز التام على آلية دخول المنافسة، فضلاً عن جهود المعلمين والمعلمات والطلاب وأولياء الأمور ومشاركة قرابة 9000 طالب وطالبة في مهمة وطنية لرفع اسم المملكة وتحقيق التميز المأمول حتى أظهرت نتائج الطلاب في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم لعام 2019 تقدماً ملحوظاً في جميع المؤشرات الأساسية مقارنة بنتائج دورة 2015 لتتبوأ المملكة أعلى دولة من مجموعة العشرين في تحسين النتائج بفضل التنسيق والعمل المشترك بين وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والتدريب والاستعدادات التي سبقت الاختبار بأقل من 100 يوم.
اليوم وبفضل الله ثم جهود وزارة التعليم متمثلة بطموحات معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ ونخبة من الكفاءات تحت إدارته، وجهود المعلمين والمعلمات في قطاعات التعليم فقد تبوأت المملكة في مقدار التقدم لنتائج اختبارات التيمز بين الدورتين 2015 و2019 في العلوم للثاني المتوسط المركز الأول في أحسن تقدم على مستوى جميع الدول المشاركة والأولى على دول العشرين، كما حققت المركز الرابع للرياضيات ثاني متوسط في أحسن تقدم لدولة على مستوى جميع الدول المشاركة والمركز الثاني على مستوى دول العشرين.
تعد الاختبارات الدولية كاختبار (TIMSS) هي المعيار الحقيقي الذي تضعه وزارة التعليم نصب عينيها لتحقيق الرضا التام لنتائج جهودها التي تبذلها للارتقاء بالتعليم والتخطيط لمستهدفات مستقبلية تفضي إلى تحسن ترتيب المملكة في مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي والعمل على تحسين ترتيب المملكة في أنظمة التعليم عالمياً.
نقلا عن عكاظ

arrow up